اعرض نفسك على كتاب الله (ج٣)

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم اسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينغعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
نتابع عرض أنفسنا على كتاب الله وبالتحديد آيات وصف المؤمنين لكي نرى إن كنا منهم..
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) [سورة المؤمنون : 1]

هم الفائزون بالجنة وغيرهم الخاسرون الذين خسروا أنفسهم وأهليهم وخسروا الدنيا والآخرة.
ركز!
إن لم تجعل ما يلي من صفاتك فأنت خاسر وإن كانت من صفاتك فأنت فائز..
(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [سورة المؤمنون : 2]

المؤمن خاشع في صلاته خشع قلبه فخشعت جوارحه ولا معنى لخشوع الجوارح إن لم يكن ذلك رد فعل لخشوع القلب .
راقب قلبك .طهره. احفظه
المؤمن وإن شرد عن صلاته تذكر وتنبه وعاد إليها .أما المنافق فهو من يظهر خلاف ما يبطن . يظهر للناس الصلاة التي هي ذكر لله ويبطن في قلبه ذكر الدنيا وما فيها.
إذن المؤمنون أول صفة لهم هي الخشوع في الصلاة فاعتبره مقياسا استخدمه عدة مرات في اليوم والليلة لأعرف هل أنا مؤمن؟!
(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [سورة المؤمنون : 2]
وما المقياس الثاني؟
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) [سورة المؤمنون : 3]

واللغو هو كل كلام لا ثمرة منه لا فائدة منه وقيل هو كل كلام لا ذكر لله فيه. أليس هذا هو الكلام الوحيد بين أكثر الناس؟
بل أكثر المسلمين اليوم لا يتحدثون إلا باللغو أصبحت لغتهم الوحيدة بجانب محرمات القول مثل الغيبة وغيرها
لدرجة أن الناس إذا أخبرتهم أنه لغو محرم قالوا إذن لن نتكلم كل شيء نقوله تخبرونا هو لغو فبماذا سنتكلم؟!

ليست لديهم الرغبة بتاتا لتنفيذ هذا الأمر بينما المؤمنون فقط هم من يعرضون.
(وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) [سورة القصص : 55]

(وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) [سورة الفرقان : 72]

هؤلاء هم المؤمنون..
لذلك يجزيهم ربهم جنات لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما . جنات لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا. جنات لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما.

مقاييس يتاسقط معها الأكثرية ذلك أن سنة الله في الأرض أن أكثرهم لا يؤمنون

(إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) [سورة غافر : 59]
تكررت عبارة ” أكثر الناس لا يؤمنون” وأكثرهم لا يؤمنون ” ومثيلاتها في القرآن مرات ومرات ولا يتنبه لها الغافلون الهاجرون للقرآن.
بل أن أكثر المؤمنون بالله مشركون!!!

(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [سورة يوسف : 103]

(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) [سورة يوسف : 106]
يشركون هواهم وأحباؤهم وكبراؤهم مع الله.
في كل زمان ومكان عدد المؤمنين المخلصين قليل جدا فسارع بجهدك أن تكون من القليل.
فجهنم تمتلئ
(يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) [سورة ق : 30]
من كثرتهم المكان ضيق!

(وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا) [سورة الفرقان : 13]

بينما الجنة لم يذكر الله أنها تمتلئ أبدا سكانها قليل وهي واسعة جدا لكل مؤمن .
(وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [سورة آل عمران : 133]

(سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [سورة الحديد : 21]

نعود للمقاييس الثانية..

(وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) [سورة المؤمنون : 4]
لا يماطلون ولا يغشون بالتصرف بالنصاب قبل أوانه ولا يجعلون الزكاة دولة بين الأغنياء منهم.
ولا يتجاهلون زكاة لشيء ويزكون لشيء آخر . هناك من يزكي في الأموال والذهب فقط وغير هذا لا يزكي عنه.
أخبرتني أخت تقول تعرف أمرأة قبل موعد الزكاة تسافر إلى دولة فقيرة الذهب عندهم رخيص فتسأل عن سعره هناك لتخرج الزكاة ثم تعود للبلد توفيرا لمالها!!!!
المقياس الرابع

(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) [سورة المؤمنون : 5]
(إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) [سورة المؤمنون : 6]
(فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [سورة المؤمنون : 7]

انتشر الزنا انتشار النار في الهشيم حتى أصبح أحاديثه متداولة بشكل عادي بكل جرأة وبلا خجل المجاهرة به أصبحت أمرا عاديا بين الرجال في جلساتهم وسهراتهم
بل الأسوأ اشتكت لي امرأة أنها في مكان وظيفتها يتحدث الزملاء والزميلات عن مغامراتهم في الزنا بشكل عادي وبلا خجل بل بمفاخرة ومجاهرة والمصيبة كل منهم متزوج!!!

والمصيبة العظمى هي بعضا من فئة المنافقين المدعين للتدين يزنون بعاملة المنزل بحجة أنها ملك يمين!!!
الصفة الخامسة
(وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) [سورة المؤمنون : 8]

ضاعت الأمانة ولم يعد لها قيمة والعهود لم يعد يبالي بالوفاء بها.
الموظفين يسرقون من أماكن عملهم قرطاسية وأدوات العمل وغيره من أملاك العمل التي اؤتمنوا عليها لأداء أعمالهم مثل الوقت الذي يضيعوه في هواتفهم والانترنت للتسليه مثل التسيب والتهرب والتأخير ومثل طباعة وتصوير أغراضهم الشخصية واستخدام الكهرباء لشحن هواتفهم الشخصية والمكالمات الشخصية من هاتف العمل وووو.
والعهود التي وقعوها في عقد العمل أو عقد الإيجار أو باقي العقود عهود ومواثيق كثيرة ضيعها العامة من الناس فضيعها كبراؤهم بما هو أكبر.
(وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [سورة المؤمنون : 9]

تجد المسلم يصلي الفجر بعد الشروق ويقول أنا مؤمن والمؤمن يحافظ على صلواته ويصلي العصر بعد الغروب والعشاء منتصف الليل والظهر مع العصر. ثم يقولون نحن نحافظ على صلواتنا !!
هذه هي صفات المؤمنين
فهل أنت منهم؟
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *