اعرض نفسك على كتاب الله

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم اسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينغعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
نبدأ بإذن الله سلسلة دروس اعرض نفسك على كتاب الله لتعرف من أنت..
نبدأ أولا كوننا ولله الحمد ولدنا مسلمين أن نعرض أنفسنا لآيات وصف المؤمنين لنرى إن كنا حققنا الإيمان .
(وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) [سورة الروم : 53]

نريد أن نتعرف على من هم الذين يؤمنون بآيات الله.

(إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩) [سورة السجدة : 15]

إذن الصفة الأولى لمن يؤمن بآيات الله: إذا ذكروا بها خروا سجدا بمعنى إذا ذكرتهم بآية من آيات الله خضعوا لها واستجابوا للعمل بها
مثال : ذكرت مؤمنة بآية الحجاب إن كانت مؤمنة ستخر ساجدة لها بمعنى ستستجيب وتتبع الآية وتلتزم بالحجاب مستسلمة لأمر ربها فإن لم تكن مؤمنة فستصم آذانها ولن تستجيب.

(وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) [سورة الروم : 53]

والصفة الثانية : “سبحوا بحمد ربهم” بمعنى أرجعوا فضل كل النعم إلى الله وحده وحمدوه وحده لأنهم توصلوا أنه هو المنعم الوحيد وكل من كان سببا لحصولك على نعمة إنما كان مسخرا لك من الله بإذنه . المؤمن امتنانه وحمده لله رب العالمين.

من كان غير مؤمن فسيرجع النعمة للشركاء إما ذكاءه أو علمه أو جهده أو فلان أو المناخ أو الإقتصاد العالمي وووو…
تماما كما فعل قارون وصاحب الجنتين في سورة الكهف.
الصفة الثالثة للمؤمنين بآيات الله: ” وهم لا يستكبرون”
ليس في قلوب المؤمنين بآيات الله مرض الكبر لا يتكبرون عن عبادة الله وتنفيذ كل أوامره .
ولا يتكبرون على خلقه أيا كانوا.
لأنهم يعلمون أنهم تراب + نطفة+ ماء مهين + طين فعلى ماذا يتكبرون؟!
(إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩) [سورة السجدة : 15]

وماذا بعد؟ ما الآية التي تليها مباشرة و التي تكمل وصف المؤمنين بآيات الله؟

(تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [سورة السجدة : 16]
لا يركنون لراحة أجسادهم في ظلمات الليل لا يطيقون الظلمات فيتتبعون النور يبحثون عنه بالفطرة فيجدونه في كتاب الله.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) [سورة النساء : 174]
لو أنك تضع نبتة بصندوق مظلم وجعلت فتحة صغيرة يدخل النور من خلالها لتتبعت النبتة النور بالفطرة.
ألم تروا كيف تطير فراشات الليل حول النور.
الكل يأنس بالنور ويتبعه أينما كان.
(إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي ((آنَسْتُ نَارًا)) لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) [سورة طه : 10]

(تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [سورة السجدة : 16]

المؤمنين بآيات الله لا يطيقون مضاجعهم ويهجرونها لا يهجعون إلا قليلا.
يدعون ربهم خوفا وطمعا
سبق خوفهم من العذاب طمعهم بالجنة .
لأنهم أدركوا خطورة الآيات وخطورة التهاون في معصية الله قوة ادراكهم للخطر عال لأنهم يعقلون ويبصرون ويسمعون لأنهم لم يغفلوا عن الآيات بعكس أصحاب النار الذين هم كالأنعام أو أضل سبيلا.

(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [سورة اﻷعراف : 179]
(تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [سورة السجدة : 16]

الخوف منعهم من الركون للمضاجع يعلمون أن الوقت قصير والدنيا ساعة وأنها متاع الغرور فليس لهم وقت طويل فالسفر طويل والزاد قليل.
“تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا”
زهدوا الدنيا وطمعوا في الآخرة طمعوا في ما عند الله فهو خير طمعوا في ما هو باق لا ينفد.
نكمل الآية التالية
(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة السجدة : 17]

كان هذا دافعا أقض مضاجعهم تخيلوا النعيم المقيم هناك فأذهب نومهم شوقهم للجنات شوقهم للأنهار والثمار الدانية شوقهم للحور العين والغلمان المخلدون.
شوقهم للخيام والغرف التي من فوقها غرف مبنية فلا حزن ولا خوف ولا نصب.
وأهل الدنيا لا ينامون إذا كانت لديهم رحلة أو نزهة منذ الفجر يفكرون فيها وكيف سيقضون أوقاتهم فيها فأين الثرى من الثريا.
نكمل الآيات
(أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ۚ لَا يَسْتَوُونَ) [سورة السجدة : 18]

هل يستوي أن تقول مؤمن ولكنه فاسق ؟!
لا يستويان
إما مؤمن أو فاسق
الفاسق هو الذي يخرج عن أمر ربه وطاعته.
فعندما تقول مؤمن فاسق كأنك تقول غرفة منيرة مظلمة!!!
لا يستويان
(أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ۚ لَا يَسْتَوُونَ) [سورة السجدة : 18]

ومصير الإثنين مختلفان
(أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة السجدة : 19]

أما الفاسق فهذا مصيره وأكثر الفساق لا يعلمون!!!

(وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ((ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا)) وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) [سورة السجدة : 20]

ذلك لأنهم عندما ذكروا بآيات ربهم لم يخروا لها سجدا ولكن
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) [سورة السجدة : 22]

وأي إجرام أكبر من أن يرمي الانسان نفسه بنفسه إلى التهلكة الخالدة.
تابع….
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *