أمة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

(تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ)
[سورة البقرة 134]

ابراهيم عليه السلام كان أمة لوحده.

(إِنَّ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ كَانَ أُمَّةࣰ قَانِتࣰا لِّلَّهِ حَنِیفࣰا وَلَمۡ یَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ)
[سورة النحل 120]

بمعنى أنه كان إماما جامعا لخصال الخير هاديا مهتديا. وكذلك أبناؤه اسماعيل واسحق ويعقوب وبنيه عليه السلام جميعا.

(تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ)
[سورة البقرة 134]

كانوا أمة وقد مضوا كما مضت الأمم من قبلهم. وأعمالهم الصالحة هي لهم وذكر ربهم لهم ينفعهم هم. وأعمالنا نحن لنا وذكرنا لربنا ينفعنا نحن.
بمعنى لا نخلط الأمور كما نفعل الآن.
تجد الإنسان في غفلته لا عبادة ولا طاعة لله ثم يقول لك مختالا نحن خير أمة أخرجت للناس ونحن أجدادنا الذين نشروا الإسلام وآباءنا جاهدوا في سبيل الله ونحن أمة محمد وهو لا يطبق شيئا من سنته.

(تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ)
[سورة البقرة 134]

هم فازوا بالأجور وأجورهم لن تكون لكم فهي لهم فقط. وأنتم عليكم بأن تعملوا كما عملوا هم ولا تنتظروا أن ترثوا من أجورهم شيئا.

(تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ)
[سورة البقرة 134]

(لها ما كسبت ولكم ما كسبتم)

تذكروا أن الحساب سيكون فرديا لكل امرئ ما اكتسب. تأملوا معي..

(وَكُلُّهُمۡ ءَاتِیهِ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فَرۡدًا)
[سورة مريم 95]

(وَأَن لَّیۡسَ لِلۡإِنسَـٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ)
[سورة النجم 39]

فلا نتفاخر بماضي أجدادنا الصالحون ولكن نعمل كما عملوا ونتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام (من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه).

(تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ)
[سورة البقرة 134]

(ولا تسئلون عما كانوا يعملون)

ولن نسأل عن أعمالهم فلماذا نبدأ باللوم والمحاسبة لهم. أمة الإسلام في تناحر وتباغض بسبب فتنة حصلت قبل 14 قرنا أدت للخلاف والتفرق. بالله عليكم كيف تحاسبون من هم تحت التراب منذ 14 قرنا وكأنكم ستسألون عما كانوا يعملون؟ هم أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون. فلماذا الإصرار على ذكر الخلاف القديم؟ لماذا لا نفتح صفحة جديدة وكأن خلافهم لم يكن ومعنا كتاب الله وسنة رسوله لنبدأ من جديد أمة واحدة كما كنا.

أسأل الله العظيم أن يلم شتات أمرنا قبل أن تذهب ريحنا فقد تكالبت علينا الأمم من حولنا ونحن في غفلة عنهم.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *