أشداء على الكفار رحماء بينهم

بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم اسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينغعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
نكمل بإذن الله الآية الخاتمة لسورة الفتح..
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [سورة الفتح : 29]

قلنا أن العامل الأول لتحقيق الفتح من الله تعالى هو الاتصال بالله بذكره ذكرا كثيرا وتسبيحه في القرآن ذي الذكر.
والعامل الثاني اللاعتصام بهذا القرأن ونبذ الخلافات بين المؤمنين ليؤلف الله بين قلوبهم.
” محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم”.
وماذا بعد؟
” تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا”
الاخلاص في العبادة وخاصة في عمود الدين الصلاة.
يركعون ويسجدون ليس ليراهم الناس ولا ليقال عنهم كذا وكذا ولكن يبتغون فضلا من الله ورضوانا يبتغون وجهه هو سبحانه يرضوه ليرضى عنهم.
لماذا اختار ركعا سجدا بالذات؟
لأن الصلاة تفرق بين المنافق والمؤمن.
صلاة المؤمن هكذا
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [سورة المؤمنون :1- 2]

وصلاة المنافق هكذا
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء : 142]
اولا لا اخلاص يراءون الناس
ثانيا كسالى لا همة ولا محبة
ثالثا اكيد لا خشوع لانهم لا يذكرون الله إلا قليلا ومن عوامل اقامة الصلاة الذكر الكثير قياما وقعودا وعلى جنوبهم.
(فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) [سورة النساء : 103]

وهذا مرتبط بالعاملين الاول والثاني.
الاول : الاتصال بالله بمعيته بالذكر الكثير .
الثاني: الاعتصام بحبل الله ” القرآن” للوحدة بين المؤمنين
الثالث : الاخلاص في العبادة لله والاتصاف بصفات المؤمنين الذين من صفاتهم الصلاة ابتغاء وجه الله.
لماذا ركز على الصلاة؟
(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [سورة العنكبوت : 45]

اتلو الوحي ” القرآن” تتحقق اقامة الصلاة فتنهاك عن الفحشاء والمنكر وهذا يضمن رضا الله عنا.
فارتكاب الفواحش من مسببات وقوع العذاب الأدنى في الدنيا لعلنا نرجع إليه.
ومن بين اصناف العذاب الادنى التشتت والتفرق واذاقة كل فريق بأس الفريق الآخر!

(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [سورة اﻷنعام : 65]

شيعا بمعنى فرق وطوائف أليس هذا هو حال أمة الاسلام؟
واقعون في العذاب لعلنا نفقه ونرجع للاعتصام والتمسك بالقرآن ونلغي سياسة ” فصل الدين عن الدولة”
فالدين والتسبيح وطاعة الله ورسوله سبب في قوة الدولة او فشلها وذهاب ريحها .

(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [سورة اﻷنفال : 46]

“محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا”
ما هي علامتهم ؟
” سيماهم في وجوههم من أثر السجود”
أثر قربهم من الله يظهر على وجوههم.
واكثر ما يكون العبد قريبا من ربه هو عند السجود.

(كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ۩) [سورة العلق : 19]

أثر القرب من الله بذكره ذكرا كثيرا يظهر على وجوههم سماحة واشراقة وطيية ونورا ومحبة.
بعكس الشخص العاصي البعيد عن ربه تجد وجهه مظلما قاسيا لا تجد في وجهه الرفق واللين بالضعفاء والمساكين والفقراء.
قد يظهر الرفق واللين ولكن للأغنياء والمترفين ومن هم على شاكلته لمصلحة دنيوية ولكن لأخروية لا.
” سيماهم في وجوههم من أثر السجود “
هذا الأثر تراه في من يقيم الصلاة على وجهها في من يخشع فيها ومن خشع فانما كان أيضا ممن يتلون كتاب الله ويذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [سورة يونس : 57]

(….وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا) [سورة النساء : 66]
تابعوني..
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *