أخي الحاج هل وعيت الدرس؟ من محاضرة للشيخ عبد المحسن الأحمد

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم.

نريد بس في هذه الدقائق أن نمر على مواقف رأيناها نحن لكن لسنا بمعرضين

نريد أن نأتي إليها بقلوبنا

ما الذي أتى بنا للحج ؟

زحام .. وروائح ..

وواحد لا يستطيع أن يمشي .. وناس مفترشين ..في كل مكان.

ما الذي أتى بنا إلى هنا؟

الذي يريد الطبيعة يذهب لبولندا أو لألمانيا ..

الذي يريد يسمع الفن والأغاني يذهب لأي مكان

ما الذي جاء بنا؟

هنا ؟

لا شلالات ولا مناظر ولا أي شيء

..الله يقول ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ )

كل الرحلات تذهب لها لأجل جسدك إلا هذه الرحلة تذهب لها من أجل قلبك

لم يقل فاجعل أجساد من الناس تأتي إليه ..

قال ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً )

قلب يأتي به ليستفيد ثم يرجع ويدخل الجنة من الإستفادة

( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ )

لمن؟ لله ؟

الله لا يحتاج

( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ ((لَهُمْ ))

تعال معي في رحلة القلوب هذه وسوف امشي معك خطوة بخطوة

لكن لا أريد أن تتخيل معي جسدك وهو يمشي ويركب الباص ويذهب للميقات

أريد أن تتخيل معي وقلبك يمشي ويرى الناس وهذا الفؤاد يتحرك وله عينين ويطير معي في ثوان

وسترى كيف أن طعم حجك اختلف !

يوم قررت أنت أنك تحج , ذهبت للمكتب وحجزت صح؟

أنت حددت المكان وزمان ومكان الإنطلاق ..أمامك رحلة ثانية إذا وعى قلبك وأنت تحجز.

قلبك ينبض يعلمك أن هناك رحلة ثانية

ثم تركب وتنطلق إلى أين نقف قبل مكة ؟

لابد أن نقف في مكان .. مكان لابد تقف فيه حتى لو أنت في الطيارة تقوم تسأل عنه؟

في الميقات ما جعلنا الله نمر على الميقات هكذا دون تفكير.

(وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ)
[سورة يوسف 105]

ماجعلنا الله نمر على الميقات إلا لسبب !

ماذا تفعل في الميقات ؟

أولاً وقوفك على الميقات .. وقوف الإضطرار يريد الله جل جلاله أن يعلم قلبك هذا الذي معك والذي استيقظ ونظر وفكر وقدر

أن في رحلة حياتك التي لم تحجز أنت مكان الإنطلاق ولم تحدد مكان المغادرة ولن تحدد أصلاً مكان الذهاب

إما لجنة أو لنار , سوف نوقفك في ميقات لكن ليس كهذا لا تعلمه أنت ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ )

ماذا تفعل بالميقات ؟

أول شيء تفعله؟

تتجرد من المخيط وإذا بقلبك ينظر إلى جسمك وإذا به عاري فيتذكر أن هناك ميقات آخر يحصل لك مرة في العمر

تتجرد فيه من المخيط لكن لست أنت الذي تجرد نفسك .

ثم بعدها ماذا تفعل ؟

قلبك ينظر إليك وإذا تأخذ طيب أنت اخترته ثم تطيب نفسك , صح ؟

وإذا بقلبك يقول لك الرحلة الثانية التي سيوقفك فيها الله ستُطَيّب لكن ليس أنت مَن سيختار نوع الطيب , فهل فهمت الدرس ؟

ثم بعدها ماذا تفعل؟

تلف على نفسك خرقه بيضاء ليس تحتها ملابس صح ؟

وإذا قلبك ينظر ويقول ها أنت أُعطيت نموذج قبل أن تموت , أنك ستقف .. تغسل .. تجرد من المخيط .. تكفن

ها أنت بالثياب البيضاء , فهمت الدرس ؟

إذا قلبك مستيقظ

ثم بعدها لا تستطيع أن تقطع ظفر ولا تقدر تنتف حتى شعرة كأنك ميت صح ؟

ماذا تملك إذا لم تستطع أن تقطع شعرة من جسمك , ماذا تملك ؟

لاتستطيع أن تتزوج .. ولا تنكح .. ولا تخطب ..

بعد هذه النقطة.. الميقات.. تغيرت حياتك كلها , بدأت في حياة ليس لك دخل بها يقال لك اذهب لمزدلفة تذهب .. اذهب لعرفة .. تذهب لعرفة

الآن انطلق إلى مزدلفة تبيت هناك ..

انطلق إلى منى ( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ )

هل فهمت الدرس ؟

ثم يجمعك مع اثنين مليون ونصف , ثم يأتي رجل من جنوب افريقيا يطأك والثاني من السعودية يدفعك .. والآخر من باكستان .. وهذا من السودان .. وهذا من مصر

والزحام ثم إذا بين الباصات لا تقدر تتحرك وتشيل عفشك وترى الناس وإذا الناس يقولون عرفة السنة هذه موت , صح ؟

موت لماذا؟

على اثنين مليون ونصف ؟

في عشر ساعات !

(فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ )

يقول كيف هذا الذي تأذى من عشر ساعات

(فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ )

لكن ليس فقط 10 ساعات خمسين ألف سنة !

لكن هل فهمت الدرس ؟!

إذا سيشغلك شيء لا يشغلك زحام 10 ساعات هذه , فكر كيف تمشي في زحام الآخرة الخمسين ألف سنة التي والله لن يجلس فيه أحد

الكل واقف مليارات البشر هل فهمنا الدرس أحبتي ؟

ثم يجعلك الله تمر على آيات , اسمع لا تعرض حبيبي لا تعرض عن الآيات التي تراها , ثم تمر وإذا برجل نام جنبه كرتون فيه أمه وأولاده لأن الكرتون لا يكفي وإذا انقلب مسح وجهه على الإسفلت

رأينا ذلك؟

والله رأينا .. وغسيل الناس وفضلات الناس تسيل عليهم البارحة في الليل وهو نائم على الاسفلت ثم تنظر وإذا بأقوام أحسن منهم فوق الرصيف

على الأقل إذا مرت سيارة لا يفزع على أولاده وهو فوق الرصيف .. ثم تنظر إلى أقوام بعيدين على الأقل عندهم مكيفات ومخيم وفرش

ثم ناس فئة د .. هـ .. جـ ..ب ..وتنظر وإذا أقوام في فئة ( أ )

تفكر في اختلاف الناس هذا .
ماذا وصلك من الدرس ؟

ماذا استفدت من اختلاف الناس ؟

ثم فجأة وأنت تفكر يا الله كل هؤلاء اختلفوا على حجزهم قبل الميقات

الذي حجز فئة ( أ) لم يحجز اليوم حجز قبل الميقات قبل أن يلبسونه الأبيض , صح ؟

( وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ )

ثم فجأه وإذا بك تقف تتفكر في هذه الأمور وإذا بواحد جاء من تحتك مبتورة أقدامه مقطعة ويرفع يده إليك يريد ريال بس ريال لا يريد شيء ..محتاج ريال ؟

إي والله محتاج ريال,,

ثم فجأة وأنت تنظر إليه تعطيه أو ما تعطيه وإذا بصوت يقطع حبل أفكارك من الخلف ثم تلتفت

الطريق يا حاج .. الطريق يا حاج وإذا بالعسكر وراءه يفتحون ويزيحون الحجاج عن الطريق وإذا وراءهم موكب وسيارات وإذا أمام الموكب سيارة اسعاف وسيارات أمن والشرطه والعساكر من الجنب

وإذا بك تنظر إلى باص مكتوب عليه ضيوف خادم الحرمين الشريفين ثم تفتح لهم أبواب مافُتحت لغيرهم.
فهمت الدرس ؟

اقسم بالله سوف ترى يوم القيامة في الخمسين ألف سنة سوف ترى اسأل الله أن لا يجعلني وإياكم منهم سوف نرى أُناس يسحبون على وجوههم ليس عنده حتى كرتون تحته وسوف ترى أقوام العرق إلى أقدامهم

و سوف ترى أقواما العرق إلى ركبهم و إلى أنصافهم و سوف ترى في هذه المعمعة من يأتيك و هو أقرب انسان و أحب إنسان لديك يأتي من تحتك

و تقول أمك أريد حسنة يا ولدي أي أم كنت لك ؟ فيقول أمي كنت و كنت تسهرين و يمدح فيها فتقول أما و قد شهدت بذلك ؟

أريد حسنة واحدة فقط ! و جزيتني عن كل شيء فعلته لك في الدنيا !

حسنة واحدة ! ثم فجأة إذا بك تلتفت إذا بالركب غير الركب و إذا بالوفد غير الوفد و إذا بمن حف غير من حف !

” يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا “

و إذا بالملائكة تحف برجال و نساء عرفوا قبل الميقات كيف يعملون !

ليسوا ضيوف خادم الحرمين الشريفين لكن ضيوف خالق السموات و الأراضين !

ضيوف مالك الملك

وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ

و إذا بهؤلاء قد حشروا.
فهل فهمت الدرس ؟

لأجل هذا و الله ما كلمنا الله في هذا القرآن و لا خاطبنا بآية يذكر فيها الحج و يتكلم فيها أنها رحلة

أو مرور,,

و الله ما تكلم عن الحج إلا و يذكر أمرين مهمين أعطني أي آية في الحج .

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ

” الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ “

 أنظر إلى المقارنة لكن قيام الساعة و المحشر الأكبر النموذج الثاني لا يعلمه أحد ” فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ ” اليوم أنت تختار هناك لن تختار هناك سوف ترجع (يُرجعون ) وليس

” يَرجعون “

فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”

يقول في هذه الخمسة أيام و النصف نقول لك لا ترفث مع زوجتك و تحمل لأننا سنجمعك خمسين ألف سنة و وسترى النساء عرايا و الأمر أكبر من ذلك لا تقدر فتحمل اليوم لعلنا نرفعك عندنا و لا فسوق ” سباب المسلم فسوق “

إذا دفك واحد لا تنفخ عليه ترى بيجمعك الله معه خمسين ألف سنة و لا تستطيع تقول له كلمة خمسين ألف سنة يدفدفك فلا تسمع إلا همسا لا تكلم نفس إلا بإذنه فتحمل اليوم أسال الله متى تنجو هناك !

ثم بعدها أحبتي الفضلاء

” فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ “

في الخمسين ألف سنة لا تستطيع أن تعمل خير !

خمسين ألف سنة ستقف لا تستطيع تقول يا رب اغفر لي

لن تقبل منك ! تخيل .. حبيبي الغالي أنا وإياك سنقف خمسين ألف سنة لا نستطيع نقول يا رب !

وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ “

هنا فئة ” أ ” و هناك تريد أن تحشر صح ؟

” خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ ” إذا قدرت تعصي الله و أنت وحدك و تقدر ما تعصيه

هذا الحجز الذي هناك ! طيب انتهت الآية ؟ هل انتهت الآية ؟

لم تنته الآية ! أكملها

” وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ “

لماذا يختار أولي الألباب ؟ تقوى مرتين ما دخل التقوى في الحج ؟

يقول التقوى مرتين ! يعني إذا كان عندك عقل سينفعك ستكفيك حجة واحدة في العمر !

كيف تحشرون ؟ في الخمسين ألف سنة مع الناجون ؟

و تكون ممن نجى” وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ “

في الصفحة المقابلة أول آية في الوجه المقابل ما هي؟

” وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ .. ” لمن ؟

.. ” اتَّقَى”

إذا أتقيت أرجع لو يوم 12 إذا فهمت الدرس إرجع !

طيب لم تنته الآية ! ” وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ “

ما دخل التقوى و المحشر تأتي دائما مع الحج ؟ هل فهمنا الدرس ؟

” أَيُّهَا النَّاسُ ٌ”

أنا و إياك منهم و الله

” اتَّقُوا رَبَّكُمْ “

لماذا ؟

” إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيم “

لا يتكلم عن الحج الآن ! كل آيات الحج لا تتكلم عن الحج تتكلم عن التقوى و أنك ترجع تخاف إذا قدرت على المعصية و تحسب حساب إنك ستقف ذاك اليوم و قد يكون بتركك المعصية نجاتك ذاك اليوم !

” إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيم ” أول آية في سورة الحج ماذا قال ” تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ “

بل قال ” يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ ” يعني أنا وإياك سنراها! رأينا اليوم واحد هو و صديقه يتفرقون بالحج ثم يصيح يبحث عن صديقه

يقول لك الله يوم ترونها يبحث المرء عن صديقه ” لا”

تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ” يعني التي رأيتها تمسك ولدها سنريك إياها النموذج الحقيقي الأكبر هناك لا يسأل أحد عن أحد و لا يسأل حميم عن حميمه

” يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ “

هل فهمنا الدرس ؟

يقول يارب هؤلاء أولادي ربيتهم خذهم يا رب و دخلهم النار و نجني في الآخرة هنا في الحج لا يقول لأن النموذج اثنين و مليون ونصف بس !

” يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ .. “

 لم يقل الزحام الشديد الزحام هنا عندنا !

هناك ” عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ “

و ذكر الشيخ الآن قصة :

العام و أنا مع أحد الدعاة اليوم الذي مات فيه أكثر الناس و كانت الساعة 9 ونصف الصباح لا أنساها بعد ذلك قفلو علينا و نحن داخلين و الله رأينا مواقف تشيب لها العقول موقفان في نفس اللحظات و أنا انظر يمين و يسار لن انساها في حياتي نظرنا إلى رجل ما أجمل محياه طويل القامة الناس دفدفوه و الله عنده جسم و يقدر يدفهم و يقدر يتكلم و الله إنه يموج معهم و لا يتكلم على احد هذا بكوعه و هذا يدف وجهه كاني أراه الآن يلتفت إلى الجبال و هو ماشي ثم تدمع عينه !

و إذا بتلك الدموع تسيل ببطء على تلك الخد ثم فجأة ينزل راس تحت !

ثم تدمع ثم يرفع راسه للسماء ثم تدمع ثم يرفع رأسه للسماء أمره عجيب و الله

كأن الله يقولي لي انظر تستفيد و تقول قصته السنة القادمة ! ثم يرفع رأسه في السماء و يبدا يشرق عبرته و دمعته و الله يجهش من البكاء ما عنده أحد و لا أحد مالذي أبكاه ؟ و لماذا ينظر للجبال ؟ و لماذا ينظر للأرض ؟

و لماذا ينظر للسماء ؟ و الله كأني به و هو ينظر يقول هذا حالنا عند الموت ! ما نسفها من قال ” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ” و يقول هذا حالنا و الأرض ثابتة و ما زلزت الأرض زلزالها !

لم تأتِ بعد الراجفة تتبعها الرادفة .. لم يحصل أي شي في الأرض !

و هذا حالنا و السماء محفوظة .. لم تأتِ لحظة ” إذا السماء إنشقت “

” يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ “

يقول اذا هذا حالنا الآن و بعد قليل و بعد ساعة و ساعتين سنذهب للمخيم و بوفيه مفتوح ! اذن كيف حالنا في الخمسين ألف سنة ! التي بعدها يا جنة يا نار فيا أحبتي إذا قلبي و قلبك سينفعنا فلينفعنا في الحج لأجل هذا جعل الله الصلاة خمس مرات في اليوم !

فأحبتي الفضلاء اختلاف الناس الذي رأيناه يقول لك الله جل جلاله عن اليوم في الدنيا قال ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ونحن نأكل ونتمتع قال ذرهم يخوضوا ويلعبوا نحن نلعب في هذا الدنيا قال

{ أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ }

لكن هناك ناس عرف يلعبها صح عرف يلعبها صح حتى يضمن مكان مستقبله فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض وهناك ناس فهمها غلط فلا أرتاح لا فوقها ولاتحتها ولايوم العرض لكن عندما تكلم عن القيامة ذكر لك مشهد مثل الحج بالضبط َ

{ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ }

يقول الذي في الدنيا عصانا رزقناه الأكل وشَّربناه

والذي أطاع وصلى أيضا رزقناه كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ..

لكن يقول هناك لن نشربكم لن نسقيهم كلهم نفس السقى ولن يشربون نفس الشراب ولن يأكلون نفس الطعام حتى اللباس قطعت لهم ثياب النار وأولئك يحلون فيها من أساور من ذهب عاليهم ثياب سندس خضر هذا يشرب من كأس خمر لذةٍ للشاربين وهذا وسقوا ماءا من حميم فقطع أمعاءهم هذا يتوج بالتاج الياقوت فيه خير من الدنيا وما فيها وتلك تلبس نصيف على رأسها خير من الدنيا وما فيها

أما ذاك يقمع بمقامع من حديد ويوم تقوم الساعه يومئذ يتفرقون في كل شيء حتى في طريقة المشي للمحشر فهل فهمنا الدرس أحبتي من الحج؟؟

هل أحبتي فهمنا الدرس والله العظيم ما صلينا ولا زكينا ولاحجينا ولاصمنا إلا لنخاف خالقنا ونحن صمنا وصلينا وحجينا وماخفنا إلا من رحم الله { – أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ}

حبيبي الغالي

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } لماذا تعبد ؟ لعلكم تتعبون في الحج أوتجوعون

{ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

يقول العبادة كلها هذه والأوامر حتى تتقي

فإذا فعلنا الأوامر وما اتقينا الآمر كل واحد منا يتذكر ما مضى ويتذكر ما بقي إذا أقدم على معصية ينظر هل صلاته وحجه وصيامه ينهونه يأتيه الحج يقول له ترى أنظر هناك ناس رأيتهم على الإسفلت وانتبه ذاك اليوم لعلك تتركها ويدخلك الجنة
ختاما عندما أخذنا هذا الأصل العظيم تبين أن كل العبادات فُرضت لنتقي عندما ذكرنا الحج كل الآيات فيها تقوى والصيام كذلك

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم…

ما قال لعلكم تعطشون

قال{ْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}

إذا لم تخشاني في أحد عشر شهر في حرام فوربك لأجعلك تخاف مني في حلال أقدم لك كأس،ماء تقول أخاف لكن أفهم الدرس شهر كامل وأنت تخاف من الحلال

شهر كامل زوجة لو تقربها خمس دقائق في نهار رمضان تصوم شهرين

{وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ ۚ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } 
وماذا دخل التقوى مع المحشر؟؟

أحبتي الفضلاء ,,هناك مَن يصوم في النهار عن ماء حلال ويفطر على سجاره حرام

لم يفهم ..هو خوفك من الحلال لأجل تأمن من الحرام لأجل هذا في عرفة أحبتي الفضلاء العام الماضي واحد والله بالطريقه هذه في آخر ساعة وهو ماسك الجوال ويتكلم ويضحك والسجارة في يده جئت عنده آخر ساعة في عرفة أنا أريد أن أستغلها في الدعاء

والله قد يستجيب لعل الله أن يغفر لي بهذا قلت له حبيبي دقيقة بكلمك قال دقيقه شوي ومسك الجوال
قلت حبيبي أنا الآن قطعت ظفري علي شي؟

قال متعمد قلت نعم والله متعمد

قال أظن عليك ذبيحة

طيب السجارة التي في يدك ماذا عليك!!

فأحبتي الفضلاء والله العظيم لا ينقصنا في حياتنا إلا أن يلتصق هذا القلب وهذه الروح بالجسد تعبنا الجسد هذا جاء من تراب و يمشي على التراب ويحب التراب وسيموت في التراب

طيب هذه روح جاءت من أمر رب الأرباب فهلا فكرنا فيها قليلا الروح جاءت من فوق

فأحبتي الفضلاء لننظر في أنفسنا وفي حالنا لأجل هذا أحبتي الفضلاء نسمع عند النساء من تأتي في الحج وتلبس الفتح والبناطيل الضيقة التي تبين جسمها كاسية عارية كأنها ما لبست شيء لو هذه فكرت أن هذا اليوم مثل يوم المحشر!

لكن حجت الأجساد وما حججنا ولكن حجت العيون فأحبتي الفضلاء الحج المقبول المبرور ليس له جزاء إلا الجنة واذا تريد أن تعرف المقياس حالك بعد الحج مثل حالك في الحج و قبل الحج فوالله عندنا مدخوله عباداتنا فأحبتي الفضلاء ربنا عظيم وربنا كريم فما دام أن الله جاء بنا هنا لنجرب هذا الزحام حتى ننجو يوم القيامة فلنفعل أحبتي ولنتدبر هذا القرآن سوف نرى أن العبادات كلها لأجل أن نتقي الله و أكثر القلوب إلا من رحم الله ووالله أول من اشكو الله قلبي

فقلوبنا احبتي قد صدأت فلنزيل عنها هذا الصدأ

اللهم إني سائلك بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ان كما اخترتنا من بين مليار وثلاث مئة مليون أن نحج بيتك اللهم فاخترنا من بين مليارات البشر في فردوسك الأعلى اللهم كما جمعتنا في خيام على أرضك من صنع البشر اللهم أن تجمعنا في خيام من صنع رب البشر في فردوسك الأعلى اللهم كما جمعتنا وحشرتني وإياهم وشرفتني برؤيتهم فوق هذا الفرش اللهم شرفني برؤيتهم مرة أخرى فوق العرش اللهم انك تعلم اننا والله مساكين لا نتحمل زحام الدنيا اللهم ففرج عنا يوم تحشر الأولين والآخرين اللهم إنا نقدر أن نتكلم ونسألك اليوم ولا نقدر أن نتكلم في ذلك اليوم اللهم إنا نسألك في هذا اليوم من ذلك اليوم اجعلنا ممن تظلهم في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك وأهلنا وذرياتنا ومن أحبنا وأحببناهم فيك يارب العالمين اللهم يا رب الارباب يا مالك الملك يا من إذا أراد شيئا فعله اللهم لا ترفع دواوين هذا الحج إلا وأسماؤنا في مقدمة المقبولين إليك يا رب العالمين اللهم اهدنا واهدِ بنا وانفعنا وانفع بنا واجعلنا يا رب مخلصين موافقين لهدي نبينا اللهم اني لا املك في هذا الختام

إلا ان ادعو ربي جل جلاله وانت يا ربي لا ترد سائلك وانت اكرم ان تعاملنا بما انت اهله والا تعاملنا بما نحن اهله يا رب لا تبقي لهم ذنبا الا غفرته ولا هما الا فرجته ولا مريضا الا شفيته اللهم يا رب الارباب يا مالك الملك لا تبقي لنا في صدورنا امنية الا حققتها وانك على ذلك لقدير وانصر يا ربي كل مجاهد انت تراه في سبيلك يارب العالمين اللهم هيئ لهم مسومين ينزلون معهم يؤيدونهم وثبت يا رب ما انزلته عليهم

هذا الدعاء ومنك الإجابه وهذا الجهد وعليك التكلان اللهم اني لا اسألهم عليه اجرا.. اجري واجرهم عليك يا رب العالمين

آسف على الإطاله ولكن من حبي وهو حبا بثثناه فاقبلوه او ردوه فلا املك لكم إلا الدعاء والمحبه وصلِ اللهم وسلم على نبيك محمد ..

جزاكم الله خير
بتصرف طفيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *