آية 7

بسم الله الرحمن الرحيم. وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
اليوم نتدبر المفتاح السابع والأخير من سورة الفاتحة
نسأل الله أن يعلمنا ويفتح علينا تدبرها .
(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [سورة الفاتحة : 7]

تعلمنا في الدرس السابق
اهدنا الصراط المستقيم
وآية اليوم توضح الصراط الذي ندعو الله أن يهدينا إليه
لأن السبل كثيرة ولا نبتغي إلا صراط العزيز الحميد
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الر ۚ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [سورة إبراهيم : 1]

إذن هذا الكتاب له دور في الهداية لهذا الطريق لذلك نحتاج للذكر الكثير لنهتدي من خلال هذا الذكر الكثير للصراط المستقيم
ولكن أي صراط هو ومن هم سالكوه؟
(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [سورة الفاتحة : 7]

من هم الذين أنعم الله عليهم؟
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا) [سورة النساء : 69]

إذن هم النبيين
والصديقين
والشهداء
والصالحين
وكيف السبيل إليهم؟
ومن يطع الله ورسوله!
إذن الطاعة لله ورسوله يوصلك إليهم
فإذا أردت أن تكون معهم فعليك أن تقتدي بهم
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ) [سورة اﻷنعام : 90]

نقتدي بأعمالهم وبصفاتهم الموجودة في هذا الكتاب
كما هم اكتسبوا هذه الصفات من ذكرهم الكثير في هذا الكتاب فوجدوا الهدى
ولو أردنا أن نجد قاسما مشتركا في أعمالهم نجد
الذكر الكثير
والتسبيح بكرة وأصيلا
قيام الليل الطويل
والإنفاق
وغيرها من الصالحات
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) [سورة اﻷحزاب : 41]

(وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [سورة اﻷحزاب : 42]

(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) [سورة اﻷحزاب : 43]

(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [سورة الفاتحة : 7]

فإذا أردنا فعلا الإتجاه لهذا الصراط علينا أن نعمل كما عمل الذين أنعم الله عليهم
لأن ذلك سيجعل قلوبنا تفقه القرآن وتتدبره
فالذين لا يذكرون في القرآن ينسون الآخرة وذكر الآخرة موجود في كل صفحة في القرآن الكريم تقريبا وبالتالي نتخلص من الغفلة وهذا يزيل الأكنة والران والوقر والغشاء من الأعين
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا) [سورة الكهف : 57]

ترك الذكر والإعراض عنه يصيبك بالأقفال وبالتالي لن تجد الهدى
ولن تفهم أو تفقه الآيات وعندما تستمع لها أو تقرأها لا تفهمها
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) [سورة محمد : 16]

يطبع بقفل من الأقفال
فتلجأ لأهل العلم ليشرحوا لك وتسألهم ماذا قال آنفا؟
وعدم فهم القرآن وهو بلسان عربي مبين وآياته بينات واضحات لهو دليل فعلي على وجود هذه الأقفال.
لأنه بالذكر الكثير وتنفيذ أوامر الله تجد أن الآيات تتوضح لك وتكتشف أنها بلسان عربي مبين
(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [سورة الفاتحة : 7]

صراط الذين أنعمت عليهم…
ولكي لا نفهم أن كل من أنعم عليهم من المهتدين .
لأن ربنا ينعم على الجميع
ومنهم مثلا بني اسرائيل
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) [سورة البقرة : 47]

فلو أنه لم يكمل لظننا أننا ندعو بأن نهتدي بهداهم
ولكنه حدد
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
والنصارى واليهود من بني اسرائيل كانوا.
وفي كتب التفاسير قالوا
المغضوب عليهم هم اليهود
والضالين هم النصارى
(قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) [سورة المائدة : 60]

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) [سورة المائدة : 77]

(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [سورة الفاتحة : 7]

ولكن في الواقع هو المقصود هم وكل من فعل أمرا يستوجب غضب الله عليه وكل من ضل عن السبيل
فالمعاصي هي التي تغلف القلوب بالأكنه والأقفال
تغضب الله فتضل
لأن قلبك مقفل فلا تهتدي
فإذا أردت فتح قفل من أقفال القلوب.
فعليك أن تتجنب أن تكون من المغضوب عليهم لأنك تلقائيا لن تتبع الهدى وتكون من الضالين
وعليك أن تقتدي بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
تذكر أن كل معصية تقفل قلبك مهما قلت أو صغرت بعينك
طالما كنت مصرا عليها ومستمرا عليها ولم تتب منها
معصية أمر واحد أخرج أبانا آدم من الجنة
وتحسبونه هينآ وهو عند الله عظيم
(قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ) [سورة طه : 123]
المعصية عكس الاتباع
فمن اتبع فلا يضل ويهتدي
ومن عصى يضل ويشقى
معصية واحدة لأمر واحد جعلت ابليس ملعونا مطرودا من رحمة الله.
هذه معصية ظاهرة
من غير المعاصي الباطنة في القلب
(وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ) [سورة اﻷنعام : 120]

معصية باطنة نية خبيثة واحدة أحرقت جنة أصحاب الجنة وهم نائمون بهذه النية الخبيثة.
أضغان أحقاد كراهية حسد …..
ماذا تتوقعون أنها تفعل بالقلب؟
أقفال فلا تتنزل الآيات في القلب .
كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون
(لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة البقرة : 284]

(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [سورة الفاتحة : 7]

اتبع ولا تغضبه تهتدي
اتبع تنفتح الأقفال فتهتدي
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *