بسم الله الرحمن الرحيم . وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا
مع المفتاح السادس والمهم جدا نتدبرها ونسأل الله أن يفتح علينا قفلا من أقفال القلوب
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [سورة الفاتحة : 6]
في الدرس الماضي تدبرنا الإستعانة بالله في العبادات
والآن نستعين به في الهداية
والهداية أمر مهم معرفه سبيله الصحيح لأنه هناك احتمال أن لا تسلك الطريق المستقيم وتحسب أنك مهتدي
(فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) [سورة اﻷعراف : 30]
فلا تعلم في أي الفريقين أنت
والطريق المستقيم هو طريق واحد وهو طريق الهداية والنور
(وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة اﻷنعام : 153]
واتباع السبل الأخرى هو اتباع للظلمات وكأن ابليس على الطريق المستقيم يروج للسبل الأخرى لنتوه ولا نتبع السبيل الصحيح
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) [سورة اﻷعراف : 16]
والبينات في القرآن هي نور نتبين به السبيل الصحيح الطريق المستقيم لنتبعه
وهذا النور لن يدخل القلوب بدون تدبرها والهداية لن تأتي بدون تدبر الآيات البينات
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ …..َ) [سورة البقرة : 185
القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان..نفرق به الحق من الباطل
(وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [سورة النحل : 64]
طرق الظلمات كثيرة وبدون نور البينات نختلف ونتفرق كل في طريق مظلم وكل قد روج له الشيطان أنه في الطريق الصحيح.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [سورة يونس : 57]
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [سورة الفاتحة : 6]
لذلك نحن عندما نبحث عن مفتاح التدبر نسأل الله أن يهدينا بالقرآن للطريق المستقيم
لأنه كما قلت سابقا قد تظن أنك بالقرآن أنك اهتديت ولكن تكون في ضلال وتضل الناس على علم وأنت لا تشعر .
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) [سورة البقرة : 11]
(أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) [سورة البقرة : 12]
فالهداية بيد الله وحده
لذا نسأله
اهدنا الصراط المستقيم
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) [سورة المائدة : 15]
القرآن نور وكتاب مبين..
ماذا يفعل به لنا ؟
(يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [سورة المائدة : 16]
ولكن بالبينات فقط أما من في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [سورة آل عمران : 7]
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [سورة الفاتحة : 6]
فلا تظن أنك تصل للهداية وأنت ما زلت في الظلمات بقلب مقفل
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [سورة محمد : 24]
ولكي تفتح هذا القفل أن تسأل الله ربك أن يهديك الصراط المستقيم
ولن تجد الهداية خارج كتابه
ذلك الكتاب لا ريب فيه “هدى للمتقين”
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك