آية 3

بسم الله الرحمن الرحيم . وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
وصلنا إلى المفتاح الثالث للفاتحة.
(الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) [سورة الفاتحة : 3]

هو الرحمن رب العالمين علينا أن نتيقن بهذا الأمر .
وربنا رحمن بكل خلقه ينشر رحمته بينهم.
ويزرعها في القلوب
رحمة الأم بأطفالها
رحمة الزوجين ببعضهما هو الذي جعلها .
“وجعل بينكم مودة ورحمة”
الرحمن ما خلق شيئا إلا وقد رزقه
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [سورة هود : 6]

الرحمن يرحم كل عباده رحمة في الدنيا
يرزقهم الماء والطعام وإن عصوه!
يرزقهم الصحة وإن عصوه!
يرزقهم الهواء والنبات والأنعام وإن عصوه!
هذا هو الرحمن ما خلق شيئا وتركه
و علينا أن لا نفهم رحمته بخلقه أنه رحيم بالجميع
فالرحيم هو رحمته بالمؤمنين والتائبين رحمته لهم في الدنيا والآخرة
(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) [سورة اﻷحزاب : 43]

بالمؤمنين رحيما .
ونجد أن اسمه الرحيم جاء مرتبطا باسمه الغفور
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة الزمر : 53]
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة الزمر : 53]
(قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة يوسف : 98]

(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة الحجر : 49]

يا حبيبي يا الله يخبر نبيه عليه الصلاة والسلام أن ينبئنا أنه هو الغفور الرحيم

(الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) [سورة الفاتحة : 3]

وهذه الآية علينا أن نتدبرها لنعلم ونتيقن أنه رحيم بالمؤمنين والتوابين والمستغفرين وهذه صفة ضرورية لتدبر القرآن.
فالقلب العاصي المظلم بالأمراض القلبية من كراهية وغل وحقد وبغض وحسد وكبر.
قلب مقفل لا يتدبر القرآن
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها؟!

أحد الأقفال هو الذنوب والمعاصي
ومفتاحها هو أن نرجو رحمة ربنا بالإستغفار والتوبة .
(الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) [سورة الفاتحة : 3]

واسم الرحمن جاءت سورة بأكملها بهذا الإسم مقدمتها ..
الرحمن .علم القرآن
فارتبطت الرحمة بعلم القرآن
سبحان الله يرحمنا فيعلمنا .
وعلينا أن نرجو ونقتطف الرحمات بالتوبة والإستغفار.
وتصفية القلوب من أمراضها ونتوجه إليه بقلب سليم
(الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) [سورة الفاتحة : 3]

لو تنزل إلى قلوبنا نجد أننا تلقائيا سنسعى لقطف ثمارها بالعمل لا بالتمني .
ومن ثم يفتح الله علينا القفل الثالث من أقفال القلوب
برحمته وفضله.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *