بسم الله الرحمن الرحيم. وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
اليوم بإذن الله نتكلم عن المفتاح الثاني لسورة الفاتحة
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [سورة الفاتحة : 2]
إذا تدبرنا كلمة الحمد نجدها بأل التعريف حيث لم تأتي نكرة ولكن معرفة ومحصورة لله
فالحمد كله لله يسبحون بحمد ربهم
أمرنا ربنا بالتسبيح بحمده
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر : 3]
والملائكة يسبحون بحمد ربهم
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [سورة غافر : 7]
ورسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم يسبح بحمد ربه
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) [سورة غافر : 55]
والمؤمنون كذلك يسبحون بحمد ربهم
(إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩) [سورة السجدة : 15]
والرعد يسبح بحمده
(وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) [سورة الرعد : 13]
بل إن كل شيء في الكون يسبح بحمد ربه
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [سورة اﻹسراء : 44]
لأنه رب العالمين.
رب كل شيء لذلك نسبح بحمده مع كل العالمين
(فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [سورة الجاثية : 36]
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [سورة الفاتحة : 2]
لذلك ثاني مفتاح من مفاتيح الفاتحة أن تتيقن أن الخير كله بيد الله لذلك تحمده وحده لا شريك له هو رب العالمين
وكلمة الرب هنا تذكرنا بربوبيته لنا فهو من يرزقنا كل شيء ويمدنا بكل ما فينا وما حولنا
هنا نتذكر أنه رب كل شيء رب كل العوالم
لذلك فأي خير يصيبك فلا تظن أنه من أي من العوالم لأن الله ربه يمده ليمدك سخره ليرزقك ويعطيك
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [سورة الفاتحة : 2]
فكل المخلوقات الأخرى هي أمم أمثالنا .
سبحان خالقها
عالم الإنس
عالم الجن
عالم الملائكة
وغيرها
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [سورة اﻷنعام : 38]
كل ما على الأرض وكل ما في السماء له هو
(لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [سورة الشورى : 4]
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [سورة الفاتحة : 2]
عليك أن تتوصل لهذه المرحلة من الحمد لله التسبيح بحمد ربك وأن توقن أنه هو الرب الممد لك ولكل العالمين.
عندها عندما تقرأ الكتاب المنزل من عنده ستوقن أنه وحده يفتح عليك فهمه وبيانه
وهكذا تكون قد أزلت أول عائق عن فهم القرآن وهو العائق النفسي
وتدرك أنك ما كنت لتفهمه وتستوعبه لولا فضل الله عليك ورحمته عندها ستسبح بحمد ربك كما يفعل المؤمنون حقا.
وكما تسبح الملائكة وكل شيء
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك